فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عاشور:

{أتى أَمْرُ الله فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ}.
لمّا كان معظم أغراض هذه السورة زجر المشركين عن الإشراك وتوابعه وإنذارهم بسوء عاقبة ذلك، وكان قد تكرّر وعيدهم من قبل في آيات كثيرة بيوم يكون الفارقَ بين الحق والباطل فتزول فيه شوكتهم وتذهب شدّتهم.
وكانوا قد استبطأوا ذلك اليوم حتى اطمأنوا أنه غير واقع فصاروا يهزأون بالنبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين فيستعجلون حلول ذلك اليوم.
صدّرت السورة بالوعيد المصوغ في صورة الخبر بأن قد حلّ ذلك المتوعد به.
فجيء بالماضي المراد به المستقبل المحققُ الوقوع بقرينة تفريع {فلا تستعجلوه}، لأن النهي عن استعجال حلول ذلك اليوم يقتضي أنه لما يحل بعد.
والأمر: مصدر بمعنى المفعول، كالوعد بمعنى الموعود، أي ما أمر الله به.
والمرادُ من الأمر به تقديره وإرادة حصوله في الأجل المسمّى الذي تقتضيه الحكمة.
وفي التعبير عنه بأمر الله إبهام يفيد تهويله وعظمته لإضافته لمن لا يعظم عليه شيء.
وقد عبّر عنه تارات بوعد الله ومرّات بأجل الله ونحو ذلك.
والخطاب للمشركين ابتداء لأن استعجال العذاب من خصالهم، قال تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب} [سورة الحج: 47]، ويجوز أن يكون شاملًا للمؤمنين لأن عذاب الله وإن كان الكافرون يستعجلون به تهكّمًا لظنّهم أنه غير آتتٍ، فإن المؤمنين يضمرون في نفوسهم استبطاءه ويحبّون تعجيله للكافرين.
فجملة {فلا تستعجلوه} تفريع على {أتى أمر الله} وهي من المقصود بالإنذار.
والاستعجال: طلب تعجيل حصول شيء، فمفعوله هو الذي يقع التعجيل به.
ويتعدّى الفعل إلى أكثر من واحد بالباء فقالوا: استعجل بكذا.
وقد مضى في سورة الأنعام (57) قوله تعالى: {ما عندي ما تستعجلون به} فضمير {تستعجلوه} إما عائد إلى الله تعالى، أي فلا تستعجلوا الله.
وحذف المتعلق بـ {تستعجلوه} لدلالة قوله: {أتى أمر الله} عليه.
والتقدير فلا تستعجلوا الله بأمره، على نحو قوله تعالى: {سأريكم آياتي فلا تستعجلون} [سورة الأنبياء: 37].
وقيل الضمير عائد إلى أمر {الله}، وعليه تكون تعدية فعل الاستعجال إليه على نزع الخافض.
والمراد من النهي هنا دقيق لم يذكروه في موارد صيغ النهي.
ويجدر أن يكون للتسوية كما ترد صيغة الأمر للتسوية، أي لا جدوى في استعجاله لأنه لا يعجّل قبل وقته المؤجّل له.
مستأنفة استئنافًا ابتدائيًا لأنها المقصود من الوعيد، إذ الوعيد والزّجر إنما كانا لأجل إبطال الإشراك، فكانت جملة {أتى أمر الله} كالمقدمة، وجملة {سبحانه وتعالى عما يشركون} كالمقصد.
و{ما} في قوله: {عما يشركون} مصدرية، أي عن إشراكهم غيره معه.
وقرأ الجمهور: {يشركون} بالتحتية على طريقة الالتفات، فعدل عن الخطاب ليختص التبرؤ من شأنهم أن ينزلوا عن شرف الخطاب إلى الغيبة.
وقرأه حمزة والكسائي بالمثناة الفوقية تبعًا لقوله: {فلا تستعجلوه}.
{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ}.
كان استعجالُهم بالعذاب استهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم وتكذيبه، وكان ناشئًا عن عقيدة الإشراك التي من أصولها استحالة إرسال الرسل من البشر.
وأُتبع تحقيق مجيء العذاب بتنزيه الله عن الشريك فقفّي ذلك بتبرئة الرسول عليه الصلاة والسلام من الكذب فيما يبلغه عن ربّه ووصف لهم الإرسال وصفًا موجزًا.
وهذا اعتراض في أثناء الاستدلال على التوحيد.
والمراد بالملائكة الواحد منهم وهو جبرئيل عليه السلام.
والروح: الوحي.
أطلق عليه اسم الروح على وجه الاستعارة لأن الوحي به هدي العقول إلى الحقّ، فشبّه الوحي بالروح كما يشبّه العلم الحقّ بالحياة، وكما يشبّه الجهل بالموت قال تعالى: {أومن كان ميتًا فأحييناه} [سورة الأنعام: 122].
ووجه تشبيه الوحي بالروح أن الوحي إذا وعته العقول حلّت بها الحياة المعنوية وهو العلم، كما أن الروح إذا حلّ في الجسم حلّت به الحياة الحسيّة، قال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا} [سورة الشورى: 52].
ومعنى {من أمره} الجنس، أي من أموره، وهي شؤونه ومقدراته التي استأثر بها.
وذلك وجه إضافته إلى الله كما هنا وكما في قوله تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا}، وقوله تعالى: {يحفظونه من أمر الله} [سورة الرعد: 11]، وقوله تعالى: {قل الروح من أمر ربي} [سورة الإسراء: 85]. لما تفيده الإضافة من التخصيص.
وقرأ الجمهور: {ينزل} بياء تحتية مضمومة وفتح النون وتشديد الزاي مكسورة.
وقرأه ابن كثير وأبو عمرو ورويس عن يعقوب بسكون النون وتخفيف الزاي مكسورة، و{الملائكة} منصوبًا.
وقرأه روح عن يعقوب بتاء فوقية مفتوحة وفتح النون وتشديد الزاي مفتوحة ورفع {الملائكة} على أن أصله تتنزل.
وقوله تعالى: {على من يشاء من عباده} رد على فنون من تكذيبهم؛ فقد قالوا: {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} [سورة الزخرف: 31]، وقالوا: {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب} [سورة الزخرف: 53]. أي كان ملكًا، وقالوا: {ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} [سورة الفرقان: 7].
ومشيئة الله جارية على وفق حكمته، قال تعالى: {الله أعلم حيث يجعل رسالته} [سورة الأنعام: 124].
و{أن أنذروا} تفسير لفعل {ينزل} لأنه في تقدير ينزل الملائكة بالوحي.
وقوله: {بالروح من أمره على من يشاء من عباده} اعتراض واستطراد بين فعل {ينزل} ومفسره.
و{أنه لا إله إلا أنا} متعلق بـ {أنذروا} على حذف حرف الجر حذفًا مطردًا مع {أن}.
والتقدير: أنذروا بأنه لا إله إلا أنا.
والضمير المنصوب بـ {أن} ضمير الشأن.
ولما كان هذا الخبر مسوقًا للذين اتّخذوا مع الله آلهة أخرى وكان ذلك ضلالًا يستحقون عليه العقاب جعل إخبارهم بضدّ اعتقادهم وتحذيرهم مما هم فيه إنذارًا.
وفرع عليه {فاتقون} وهو أمر بالتقوى الشاملة لجميع الشريعة.
وقد أحاطت جملة {أن أنذروا} إلى قوله تعالى: {فاتقون} بالشريعة كلها، لأن جملة {أنذروا أنه لا إله إلا أنا} تنبيه على ما يرجع من الشريعة إلى إصلاح الاعتقاد وهو الأمر بكمال القوة العقلية.
وجملة {فاتقون} تنبيه على الاجتناب والامتثال اللذين هما منتهى كمال القوة العملية.
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)}.
استئناف بياني ناشىء عن قوله: {سبحانه وتعالى عما يشركون} [سورة النحل: 1]. لأنهم إذا سمعوا ذلك ترقّبوا دليل تنزيه الله عن أن يكون له شركاء.
فابتدىء بالدلالة على اختصاصه بالخلق والتقدير؛ وذلك دليل على أن ما يخلق لا يوصف بالإلهية كما أنبأ عنه التفّريع عقب هذه الأدلّة بقوله الآتي {أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون} [سورة النحل: 17].
وأعقب قوله: {سبحانه} بقوله: {وتعالى عما يشركون} تحقيقًا لنتيجة الدليل، كما يذكر المطلوب قبل ذكر القياس في صناعة المنطق ثم يذكر ذلك المطلوب عقب القياس في صورة النتيجة تحقيقًا للوحدانية، لأن الضلال فيها هو أصل انتقاض عقائد أهل الشرك، ولأن إشراكهم هو الذي حداهم إلى إنكار نبوءة من جاء ينهاهم عن الشرك فلا جرم كان الاعتناء بإثبات الوحدانية وإبطال الشرك مقدمًا على إثبات صدق الرسول عليه الصلاة والسلام المُبدأ به في أول السورة بقوله تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره} [سورة النحل: 2].
وعُددت دلائل من الخلق كلها متضمنة نعمًا جمّة على الناس إدماجًا للامتنان بنعم الله عليهم وتعريضًا بأن المنعم عليهم الذين عبدوا غيره قد كفروا نعمته عليهم؛ إذ شكروا ما لم يُنعم عليهم ونسوا من انفرد بالإنعام، وذلك أعظم الكفران، كما دلّ على ذلك عطف {وإن تعدوا نعمة الله لا تُحصوها} [سورة إبراهيم: 34]. على جملة {أفمن يخلق كمن لا يخلق} [سورة النحل: 17].
والاستدلال بخلق السماوات والأرض أكبر من سائر الأدلّة وأجمع لأنها محوية لهما، ولأنهما من أعظم الموجودات، فلذلك ابتدىء بهما، لكن ما فيه من إجمال المَحويات اقتضى أن يعقّب بالاستدلال بأصناف الخلق والمخلوقات فثنّي بخلق الإنسان وأطواره وهو أعجب الموجودات المشاهدة، ثم بخلق الحيوان وأحواله لأنه يجمع الأنواع التي تلي الإنسان في إتقان الصنع مع ما في أنواعها من المنن، ثم بخلق ما به حياة الإنسان والحيوان وهو الماء والنبات، ثم بخلق أسباب الأزمنة والفصول والمواقيت، ثم بخلق المعادن الأرضية، وانتقل إلى الاستدلال بخلق البحار ثم بخلق الجبال والأنهار والطرقات وعلامات الاهتداء في السير، وسيأتي تفصيله.
والباء في قوله: {بالحق} للملابسة.
وهي متعلقة بـ {خلق} إذ الخلق هو الملابس للحقّ.
والحقّ: هنا ضد العبث، فهو هنا بمعنى الحكمة والجدّ؛ ألا ترى إلى قوله: {وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق} [سورة الأنبياء: 16]، وقوله تعالى: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلًا} [سورة ص: 27].
والحقّ والصدق يطلقان وصفين لكمال الشيء في نوعه.
وجملة {تعالى عما يشركون} معترضة.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف: {تعالى عما تشركون} بمثناة فوقية. اهـ.

.قال الشعراوي:

{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}.
هكذا تبدأ السورة الجليلة؛ مُوضِّحةً أن قضاء الله وحُكْمه بنصر الرسول والمؤمنين لا شَكَّ فيه ولا محَالة؛ وأن هزيمة أهل الكفر قادمة، ولا مَفرَّ منها إنْ هُم استمرُّوا على الكفر.
وقد سبق أنْ أنذرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بما نَزل عليه من آيات الكتاب؛ أنذرهم في السورة السابقة ببعض العذاب الدنيوي، كنصر الإيمان على الكفر، وأنذرهم مِنْ قَبْل أيضًا ببعض العذاب في الآخرة، كقوْل الحق سبحانه: {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر: 77].
وكذلك قوله الحق: {سَيُهْزَمُ الجمع وَيُوَلُّونَ الدبر} [القمر: 45].
وهكذا وعد الحق سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أنْ يهزِم معسكر الكفر، وأنْ ينصرَ معسكر الإيمان؛ وإما أنْ يرى ذلك بعينيه أو إنْ قبض الحق أجلَه فسيراها في الآخرة.
وعن حال الرسول صلى الله عليه وسلم قال سبحانه: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ المستهزئين} [الحجر: 95].
وأنذر الحق سبحانه أهل الشرك بأنهم في جهنم في اليوم الآخر، وهنا يقول سبحانه: {أتى أَمْرُ الله} [النحل: 1].
وهذا إيضاحٌ بمرحلة من مراحل الإخبار بما يُنذِرون به، كما قال مرة: {اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر: 1].
أي: اقتربتْ ساعة القيامة التي يكون من بعدها حسابُ الآخرة والعذاب لِمَنْ كفر، والجنة لِمَنْ آمنَ وعمِل صالحًا، فاقترابُ الساعة غَيْر مُخيف في ذاته، بل مُخيف لِمَا فيه من الحساب والعقاب.
وقيل: إن أهلَ الكُفْر لحظة أنْ سَمِعوا قول الحق سبحانه: {اقتربت الساعة} [القمر: 1].
قالوا: فلننتظر قليلًا؛ فقد يكون ما يُبلِّغ به محمد صحيحًا وبعد أن انتظروا بعضًا من الوقت، ولم تَأْتِ الساعة كما بَشَّر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قالوا: انتظرنا ولم تَأْتِ الساعة، فنزل قول الحق سبحانه: {اقترب لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} [الأنبياء: 1].
وهذا حديث عن الأمر الذي سيحدث فوْرَ قيام الساعة، فَهَادنُوا وانتظروا قليلًا، ثم قالوا: أيْنَ الحساب إذن؟ فنزل قوله تعالى: {أتى أَمْرُ الله} [النحل: 1].
وساعة سَمِع الكُلُّ ذلك فَزِعوا؛ بمن فيهم من المسلمين؛ وجاء الإسعاف في قوله من بعد ذلك: {فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1].
أي: أن الأمر الذي يُعلنه محمد صلى الله عليه وسلم لا يعلم ميعادَه إلا الله سبحانه؛ واطمأنَّ المسلمون.
وكُلُّ حدث من الأحداث كما نعلم يحتاج كُلٌّ منها لظرفيْن؛ ظرْفِ زمانٍ؛ وظرْفِ مكان، والأفعال التي تدلُّ على هذه الظروف إما فِعْل مَاض؛ فظرْفُه كان قبل أن نتكلَم، وفعلٌ مضارع. أي: أنه حَلَّ، إلا إنْ كان مقرونًا ب (س) أو ب (سوف).
أي: أن الفعل سيقع في مستقبل قريب إنْ كان مقرونًا ب (س) أو في المستقبل غير المحدد والبعيد إن كان مسبوقًا ب (سوف)، وهكذا تكون الأفعال ماضيًا، وحاضرًا، ومستقبلًا.
وكلمة {أتى} تدلُّ على أن الذي يُخبرك به وهو الله سبحانه إنما يُخبِرك بشيء قد حدث قبل الكلام، وهو يُخبِر به، والبشر قد يتكلَّمون عن أشياء وقعتْ؛ ويُخبِرون بها بعضَهم البعض.
ولكن المتكلِّم هنا هو الحقُّ سبحانه؛ وهو حين يتكلَّم بالقرآن فهو سبحانه لا ينقص عِلْمه أبدًا، وهو علم أَزَليٌّ، وهو قادر على أن يأتيَ المستقبل وَفْق ما قال، وقد أعدَّ توقيت ومكان كُل شيء من قبل أنْ يخلقَ؛ وهو سبحانه خالق من قبل أن يخلق أي شيء؛ فالخَلْق صفة ذاتية فيه؛ وهو مُنزَّه في كل شيء؛ ولذلك قال: {أتى أَمْرُ الله فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ} [النحل: 1].
أي: أنه العليمُ بزمن وقوع كُلِّ حدَث، وقد ثبت التسبيح له ذاتًا من قَبْل أن يوجد الخَلْق؛ فهو القائل: {يُسَبِّحُونَ اليل والنهار لاَ يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 20].
ثم خلق السماوات وخلق الأرض وغيرهما.
أي: أنه مُسبِّح به من قَبْل خَلْق السماوات والأرض، وهو القائل سبحانه: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} [الحشر: 1].
ولكن هل انتهى التسبيح؟ لا، بل التسبيح مُستمِرٌّ أبدًا، فهو القائل: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} [الجمعة: 1].